قادة الاحزاب في تونس لا يجيدون الا لغة البيانات
قادة الاحزاب في تونس لا يجيدون الا لغة البيانات
السياسي في تونس عاجز اليوم ولا يجيد لعبة السياسة وإنما يستطيع صياغة البيانات وردوده تقتصر على كتابة بعض سطور في صياغة تعتمد المساندة والرفض والوقوف والمتابعة والمعارضة والتعبير عن العجز في مسايرة نسق الشعب وهو ينتفض .
معارضة لم تتمكن من قيادة الشارع رغم مراهنة اغلبية السياسيين على الحراك الشعبي ولم تفلح القيادات على توظيف الجحافل التي نزلت في العديد من المناسبات واكتسحت الشوارع لتجد احزاب المعارضة ترتقي منابر الخطابة وتلقي برذاذ من الكلام الذي لا يغني الشعب وإنما يجعله خارج الواقع .
المواطن يساند ويستجيب للنداء ويخرج للشوارع ويحتل الساحات وأصحاب النفوذ السياسي وسادة المعارضة يصدرون البيانات ويساندون بالكتابة على الورق الابيض بترانيم الجمل المبتذلة المستهلكة في بيانات تجاوزها العصر وكانت بالأمس لغة يتواصل بها المعارض وراء حواجز الحزب الحاكم ونفوذ الدكتاتورية .
احزاب تتعدد وتتكاثر ولا تملك من الحيلة إلا التنديد والتعبير وإقامة المنابر والتحليل وهي الحائرة في التدبير وأمام دهاء الحزم الحاكم تستقيل وتصيح في الشعب ان يخرج ويحتل الشوارع ويعبر وهي الفاقدة للتسيير .
الشعب ينتفض على وقع ميزانية 2014 التي تثقل كاهله وتسجنه في خطورة اتاواتها وبنودها والمعارضة لازالت تستجدي استقالة حكومة الفشل وتجاري خريطة الطريق الضائعة في الجدل والشعب يراوغ الكل ولا يقتفي اثر الساسة والسياسة ويخرج من صمته بالعجل والأحزاب كعادتها تكتب وترسل بيانات المساندة وتكتفي بمشاهدة ومواكبة التحركات وأخبار الجهات وتعلم ان الثورة تعود بسواعد الفلاح وعلى عربات النقل وعجلات السيارات .
بيان تلو بيان ومع كل بيان بيان والبون الشاسع بين البيان بنية المواطن ورغيف عيشه وغباء السياسي الجالس على الربوة يتصيد فرصة الكرسي ويرسل ببياناته ليشجع الحراك الشعبي ولا يحرك للانتفاضة ساكن وهو الساكت .
الفرصة بين يديك والشارع انتفض وعليك ان تأطر وتقتفي خطوات المواطن والكادح والبطال وتربح صوت الفلاح وتصنع فرصة التغيير وتسقط خصمك وتسترجع مجدك وتبتعد عن لغة البيانات وتركب قطار ردة الفعل وتستغل الظرف وتضرب وتفتك وتفرض خطابك وتخلق المنعرج في تاريخ تونس وتنزل من الربوة ولا تكتب وإنما تفعل في القرار وتقرر انك الشعب والشعب انت ولست بالمغفل فخصمك سيتبخر .
رياض الحاج طيب