Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

الاختراق السلفي للمجتمع التونسي.. من مظاهره وتشكلاته

Publié le par haj taieb riad

الاختراق السلفي للمجتمع التونسي.. من مظاهره وتشكلاته

بقلم سميحة الحامدي

من لا يعتقد في التحولات الاجتماعية التي نعيشها فهو غائب عن الوعي..هذه التحولات مست شتى المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ولكن أخطرها ما يتعلق بالاختراق المجتمعي والثقافي والعقائدي من قبل السلفيين أو لنقل التنظيمات العالمية والدوائر الاستخبراتية الخليجية والأمريكية.. هذه الشبكة بصدد اختراق المجتمع وتفتيته بطرق غير تقليدية وذلك قصد خلق أرضية وحاضنة اجتماعية لمشروعهم تكون قادرة على احتضانهم متى أرادوا تنفيذه بقوة السلاح. ومن يتوهم أن الحل الأمني وحده كفيلا بمحاربة الارهاب فهو واهم.. ومن ظواهر ذلك مثلا أن السلفيين في بنزرت سيطروا على كل ما هو اقتصادي من حرف وتجارة ودفعوا أموالا طائلة حتى يتمكنوا من اختراق المنطقة وبالفعل فقد تحول عدد من سكانها إلى أثرياء وهناك العديد من المناطق الأخرى تشهد نفس التحولات وقد شاهدت ذلك بنفسي، الأهم من كل هذا أنه من يعتقد أن محاربة السلفيين أمنيا قد يبعد عن تونس خطر الارهابيين ومشروعهم الظلامي فهو خاطئ وعلى السلط الأمنية والمجتمع المدني أن ينتبه إلى هذا جيدا. فالخطر السلفي مرتبط ودون شك بتنظيمات عالمية أهمها الوهابية بتمويل سعودي وهم يعملون على اختراق المجتمع ثقافياً وعقائدياً بطرق مختلفة منها السيطرةعلى إقتصاد المجتمعات في الأحياء الشعبية والقرى وذلك بهدف أولا: ايجاد مواطن شغل للشباب الذي يتم استقطابهم. وثانيا : من خلال هذه الحوافز فانهم يتمكنوا من التغلغل في تلك الشرائح الاجتماعيه المهمشه والمحتاجه والتي تجد بهم المخلص الصادق والساعي الى حل مشاكلهم ومعاناتهم اعتباراً من بائع الخضار والمحلات التجارية والحرفيين وغيرها وطبعاً هذا يتطلب أموالاً ضخمة وهم يملكونها . ثالثاً: استغلال العوز والحالة المالية المتردية عند غالبية العوائل ومن خلال الترغيب المترافق مع الدعوات والمظاهر الدينية يتمكنوا من المصاهره والزواج وبذلك يحققوا صلة القرابه وهذه أيضاً تزيد من الإرتباط المصيري بين هذه المراتب الإجتماعية مع السلفين وإن إختراق البنية العائلية يؤدي بالتالي إلى التأثير الكبير في إنتمائهم الثقافي ، وإنني كباحثة إجتماعية مختصة ومن خلال زيارات ميدانيه للريف وللأحياء الفقيره المهمشة في المدن لاحظت انتشار هذه الظاهره ووجدت أنه من الواجب تسليط الضوء عليها و تعريتها كي نصل إلى إيجاد حلول سريعة لها كي نمنع الإستغلال الحاصل في مثل هذه الشرائح الإجتماعية . نؤكد مرةً ثانية على أن هذه الظواهر منتشره وأنه يوجد إستغلال للفئات الإجتماعية التونسية بأشكال أخرى ، وأنه من الواجب علينا أن ندرس هذه الظاهرة الخطيرة ونبين خطورتها على شرائح مهمة من المجتمع التونسي ونؤكد مرةً ثانية انه لا بد من إيجاد الحلول لها لإنقاذ المجتمعات التونسية الفقيره والمهمشة من الاستغلال السلفي لهم نتيجة نير الفقر والعوز والإعلام الديني المسيس ، ولو استمر تجاهل ما يحدث لهذه الظاهرة ولظواهر اجتماعية أخرى بصدد التشكل ولم نضع الحلول المتوجبة لمعالجتها فانها ستعطي نتائج في غاية الخطورة على المجتمع التونسي مستقبلا. وننبه على أن هذه التغيرات مرتبطة بدوائرإستخبراتية عربية وعالمية عملها مبرمج ومخطط له وقائمُ ما قبل الثورة وبعدها، عبر شبكات مختلفة من المهاجرين لدول الخليج وأوربا ومن خلال الفضائيات التلفزية التي مهدت الأرضية الفكرية لفئة هامة من المجتمع خاصة الشباب والمرأة ، وهذا ما يفسر نسب الشباب الهائلة التي إتجهت نحو سوريا تحت عنوان ما اسمونه الجهاد . وآخر الاحصائيات التي أدلى أدلى بها وزير الداخلية وجود قرابة 2000 تكفيري تونسي حالياً في سوريا واحباط قرابة 800 ألف شاب حاول السفر إلى سوريا ، وهذا ما يفسر ايضاً هذا السكوت الرهيب من قبل بعض الأمهات والعائلات التونسية والقبول بمصير اولادهم المظلم والذي غالباً ما يكون الموت المحتم، إن ذلك حصاد الممارسات السلفية الدؤوبة داخل المجتمعات التونسيةوالتي اوجدت ارضية خصبه للثقافة السلفية وجعلت منها حاضنة جيده للإرهاب التكفيري .إن التنظيمات السلفية وأيضا تنظيم الإتجاه الإسلامي في تونس ورموزه الذين لم يتخلوا عن مشروعهم رغم كل ما حصل ورغم منعهم إلا أنهم واصلوا العمل على اختراق المجتمع ولا بد من إيقاف هذا التداعي

الاختراق السلفي للمجتمع التونسي.. من مظاهره وتشكلاته
Commenter cet article
خ
بالحقيقه ان ما قدمته الاستاذه الباحثة سميحة الحامدي عبارة عن كشف لظاهرة خطيرة لم ننتبه لها خلال عقود من الزمن مما ساعد الحركات التكفيريه على التربع على ذهنية المجتمع التونسي او بالاحرى العربي لان ما يجري في تونس هو حال حال ما يجري في الوطن العربي ، ولو لم نجد حلاً لهذ المنزلق فسوف تلاقي تونس ما لاقته شقيقاتها في سوريا وليبيا والعراق تحية اعجاب بالاستاذه سميحه الحامديي
Répondre