هل تخلصت حركة النهضة من العقل الإخواني ... ؟؟؟

هل تخلصت حركة النهضة من العقل الإخواني ... ؟؟؟

بقلم رياض الحاج طيب

هذا التراجع المفاجئ وهذه الخطوات السريعة الى القبول بمبدئ التوافق يجعل من العقل الاخواني داخل الحركة ينحدر الى رسكلة المفاهيم ومحاولة التاقلم مع واقع تونس وقراءة المتغيرات العالمية الجديدة وليس بالسهل ان يتنازل العقل الاخواني على السلطة دون دم او حتى ان يمتلكها دون عنف .

اليوم قادة الحركة واغلبهم لا ينكرون أنّ شعبيتهم تراجعت كثيرا ولازالوا ينكرون أنّ تونس ما بعد الثورة ليست تونس ما قبل الثورة . يبدو أنّ عقلية هؤلاء بدأت تتغير ولم تعد أسيرة الدوغمائية التي تنبني على الرّأي الواحد والحلّ الواحد والرّؤية الواحدة، أي الروح المغلقة المعوقة. وهؤلاء كانوا يرفضون التنازل عن مطلب واحد من مطالبهم وهاهم اليوم يتراجعون ويتنازلون حتى عن ادارة دفة الحكم ، إيجاد أرضية توافق تسمح لهم بالخروج من السّلطة، مع ضمانات سياسية. وقد تبادر إلى ذهن هؤلاء حقن دماء الأبرياء وتجنب الدخول في الفوضى ، رغم انهم عجزوا عن التفكير في ذلك سابقا .

تستند مبادئ الإخوان على فكر حسن البنا الذي كتبه في ثلاثينيات القرن الماضي، ولا يصلح بالضرورة لتونس وللبلدان الإسلامية في عصرنا. إنّه فكر ينبني على الحلم الأسطوريّ: سيادة العالم وليس تونس او مصر فقط، تقديس رأي مرشد الإخوان، أي مركزية العقل الواحد لا مبدأ تعدّد العقول والآراء. لم يجدّد الإخوان المسلمون فكرهم، بل بقوا طيلة 80 سنة، يدافعون عنه، ويسعون إلى السّلطة بشتى الوسائل، وعندما وصلوا عجزوا عن تسيير شؤون الدولة وتصريف مصالح العباد. لم ينتقد الإخوان أفكارهم، ولم يراجعوا أطروحاتهم، ولم يعترفوا حتى بفشل الفكر الإخوانيّ ولم يقرّوا بشيخوخته، بعد قرن من الصراع من أجل البقاء. إنّ فشل الفكر الإخوانيّ في مصر 2010 إلى 2013 أو إفشالهم كما يحلو للإخوان أن يسوّقوا لذلك، وضع حركة النهضة وقادتها أمام سؤال حتميّ: لماذا حدث للاخوان في مصركل ذلك ؟ وهو السّؤال الذي تطلّب من النهضة وقفة نقدية جريئة أمام الذات ومراجعة عميقة لأفكارهم وتجديد ضروريّ لأطروحاتهم، أي بحث عن سبب الفشل في دواخلهم وفي أسّس تسييرهم للحكم ومحاولتهم الهيمنة على مفاصل الدولة وسوء الاصغاء .

لا يملك الإخوان المسلمين القوة الفكرية لإنجاز القفز على مبادئ حسن البنا، ومن ثمّ يعجزون عن تشريح أسباب فشلهم ، لكن اليوم ربما ظهر الجيل الجديد في الحركة الذي يستطيع ما يمكن تسميته " نقد العقل الإخوانيّ " للخروج من الفشل الذريع الذي أصيب به فكر وسياسة هؤلاء في السابق .

فهل تخلصت حركة النهضة من العقل الإخواني وهل تلتزم بهذا التغيير الجذري في طرحها الجديد ام مناورة ... ؟؟؟