Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

حوار الحمار العميل المزدوج

Publié le par haj taieb riad

حوار الحمار العميل المزدوج

في زمن السفر برلك .. وحكم آل عثمان للوطن العربي .. نشط فلاح في نسخ وتوزيع منشور يحكي عن الثورة ضد الاتراك .. وكان الفلاح كمن يصرخ في واد والناس في واد أخر فقد سيطر الجهل والامية على الناس ولكن الفلاح ظل مثابرا على ان ينسخ تلك المنشورات ليلا ليوزعها على الفلاحين نهارا .. وانتبهت مخابرات السلطان العثماني لما يجري فقامت باعتقال الفلاح .. ثم افرجت عنه .. ثم اعيد اعتقاله بعد أن عاد سيرته الاولى .. ثم افرجت عنه .. واصبح الفلاح زائرا دائما للسجون العثمانية .. ما ان يفرج عنه حتى يعاد اليها مرة اخرى .. يشاركه في ذلك حماره الذي كان يركبه ويدور به على المدن والقرى يوزع تلك المنشورات التي لا يقرأها أحد. . وكانت المعضلة كبيرة بالنسبة للحمار .. اذ لم يكن يعرف له وجهة بعد اعتقال صاحبه فتتناوشه الايدي لتشغله مثل ( الحمار ) لقاء طعامه وشرابه .. وما ان يخرج صاحبه من السجن حتى يفتش عنه ويعيده الى حظيرته ..

وفي مرة شعر الفلاح بالضجر فقام بتغيير عنوانه .. وفتشت عنه الشرطة في كل مكان فلم تعثر عليه .. كانت المنشورات توزع .. ولكن صاحبها مختف عن الانظار .. وفي مرة قبضت الشرطة على الحمار سائحا بين الحقول فقامت بمراقبته .. وظلت تراقبه لعدة ايام حتى قام الحمار بالسير والدلالة على مكان سكن صاحبه .. وهكذا قبضت الشرطة على الفلاح واعادته الى السجن ثانية ..

في غضون ذلك تنبه قائد الشرطه الى ان الحمار يمكن ان يعمل مع المخابرات للدلالة على صاحبه وقت احتياجه .. وتفتق ذهنه عن مداهنة الحمار وقت دخول صاحبه الى السجن فقام بترتيب حظيرة الى جانب حظيرة الخيول التي يركبها الخياله .. وظل يطعمه ويسقيه ويعلفه من البرسيم ما يمكن ان يجعل منه (عميلا محترما ) ..

و ( بذكاء الحمار ) أدرك الحمار العميل ان كرشه يمكن ان يمتلىء بالبرسيم كلما دل على صاحبه وحبسه .. فما ان يخلد الفلاح الى النوم حتى يذهب الحمار الى مركز الشرطة ويقوم بالنهيق باب المركز دلالة على انه يعرف مكان صاحبه .. فتقوم الشرطة بتتبعه وتلقي القبض على الفلاح .. ثم تنبه الفلاح الى ان هناك من يخونه ويدل الشرطة على مكان اقامته فتتبع ذلك حذرا حتى رأى الحمار يخرج الى مركز الشرطة كلما نام الفلاح ..

وفي ليلة ظلماء .. انتضى الفلاح خيزرانة ممن (يشتهيها قلبك ) وربط الحمار الى وتد مغروس في الارض لا يقتلعه حتى شمشون .. وظل يضرب الحمار حتى تعبت يداه .. وتقرح جلد الحمار حتى اصبح اكثر احمرارا من است القرد ..

وب ( ذكاء ) الحمار ايضا .. علم الحمار ان العصي التي كانت تطرق جسده ما هي الا جزاء خيانته .. فكان يرفع مناخره الى الفضاء ويشتم رائحة رجال الشرطة وينداح عن الطريق الذي يكون صاحبه فيه عرضة لكمين معتبر ..

وفي ليلة قبضت الشرطة على الحمار سائحا بين الحقول فقامت باستحضاره الى مربطه عند المركز واعطته من البرسيم والحشيش ما يمكن ان يرضيه .. ولكنه لم يأكل شيئا .. واخيرا تعبت الشرطة من الحمار فقررت اعدامه .. وهكذا اطلق جندي عثماني النار على رأس الحمار بحجة انه استنفذ اغراضه واصبح عميلا مزدوجا لا يفيد الحكومة ..

ان المخابرات في كل زمان ومكان تجند الناس لكي يتجسسوا بعضهم على البعض .. وتقوم ( بعلفهم ) حتى يشبعوا .. ولكنها عندما تتأكد ان العميل اصبح غير ذي جدوى فان التخلص منه يكون ضرورة واجبه ..

مخابرات امريكا الداخلية اليوم او ما يسمى ب الاف بي آي .. تسعى في هذه الايام لتجنيد العديد من التونسيين وخاصة من كان في المهجر.. ولقد تجاوب البعض معهم .. وفتح باب التدخل حتى في اختيار من يحكم المرحلة القادمة ورسم خارطة الطريق ونحن لن نقول لهم ان لا يتعاونوا فهم امريكيون .. بعضهم يرى ان التعاون مع هذا الجهاز مكسب للجالية ولتونس ويظمن له حق البقاء .. والبعض الاخر يرى عكس ذلك .. ولكننا فقط نريد ان نذكرهم بما آل اليه الحمار عندما اعدمته جندرمة بني عثمان .. ولكم في القصاص حياة يا اولى
الالباب ... واتقوا الله في تونس يا خونة ....

حوار الحمار العميل المزدوج
حوار الحمار العميل المزدوج حوار الحمار العميل المزدوج
Commenter cet article